الأحد، 18 أكتوبر 2009

تجلّى ...





سمعت اختي الصغيرة يوما تتلو على امّي سورة الليل ...
تتلجلج الصغيرة في القراءة
" و النهار اذا ... " ... " و النهار اذا .... " ....
ثم تقول بلثغتها الخفيفة :
اثل انا يا ماما كل شوية بنثاها ...

تعلّمها امي ...

قولي ... " و النّهار اذا .... " و تصمت لحظة لشحذ انتباه الصغيرة
ثم تقول ... "تجلّى"

اختي الصغيرة تحب كلمة "تجلّى " ... لكنها تنساها كثيرا

ذكّرتني و انا صغيرة ... عندما علمتني امّي سورة الليل ... لم أفهم حرفيا تلك الاية ...
" و النّهار اذا تجلّى "

و لكن كنت اري - بمخيلتي الصغيرة - النهار و هو ينفجر بقوة ...
فيخاف الليل و يهرب منه !!!

ذكّرتني حلقة اختي الصغيرة ... انّ هناك نهار ... و النهار يتجلّى بقوة ...
و ان يغشاه الليل ... يأتي ليطلبه حثيثا ...
سلمت شفتاك أمّى ... و اسعد الله نهارك ....

السبت، 30 مايو 2009

عندما ....




عندما تستيقظ مفزوعا في الصباح ... لانك عرفت انك متأخر نص ساعة عن ميعادك ... عارفة ان الدكتور هيدخلني المحاضرة و مش هيضايقني ... بس الست الموظفة اللي بتاخد الغياب هتسمّعني من المنّقي يا خيار (لوكال اوي الاكسبريشن دة ... ) ...و تقرر انك مش هتروح محاضرة النهاردة كمان للمرّة العشرين تقريبا تحاشيا لتلذذ عاملة او موظفة بتوبيخك و اذلالك من اجل شيء حقير ... تخيل بداية يومك تبقى فكرة زي دي !!!!! ... سو سو سو باااااااااااااد ... :(


و عندما تستيقظ مفزوعا من تعسيلة القيلولة ( وقد سبق تعريف كلمة تعسيلة من قبل في العامود اللي ع اليمين ... اما قيلوية ... فأنا على طول بسمعهم يقولوها كدة ) ... لأنك اكتشفت ان المغرب بيأذن وانت نايم من قبل العصر ........تستيقظ في لامبالاة مجهولة المصدر... تقعد على السرير و تسند ضهرك للحيط في لامبالاة ايضا و ماتعملش حاجة لمدة قد تصل لتلت ساعة غير ان باصص للسقف على نور الكام شعاع اللي لسة الضلمة مابلعتهمش ....تشعر انك مثقل ... لكن لا تدري لماذا ... تنظر لسقف الغرفة ... كأنه يملي عليك ما يخفف ثقلك ... تتعلق عيناك به اكثر لئلا يضيع ما يمليه عليك في فضاء الغرفة .... بل ينفذ من عينيك الى الداخل مباشرة ....تنظر و لا تفكر ... رأسك خالية ... لا احب ضوء السماء في هذا الوقت ... يذكرني ان هناك أشياء كئيبة ... و لكني احببته اليوم .... ربما لتناسق الالوان بين الداخل و الخارج ...اسمع صراخ اختي الصغيرة و هي تلعب ... لا اهتم ... و لكن اتذكر انه كان هناك اشياء صغيرة سعيدة ... و لم تعد هناك الان ...ان تكون في وقت كهذا على يقين ... انك اذا نظرت في المرآة ... لن تجد بريق عينيك ... الذي اعتدت عليه ..

. فبريق العينين دليل انه ما زال في الروح بقية ....


---------------------------------------

لا بأس بقليل من ال** اللي هو فوق دة مش عارفة أسمّيه ايه ....

ارجع و اقول


غدا يوم جديد ... :) :) :)




that's all falks ....

الاثنين، 30 مارس 2009

لوحة من بين الاساطير ...


هناك يطير بروميثيوس المسكين بين جبلين ... ينظر صارخا الى السماء الواقع انه لم يكن يطير ... انما كان معلقا بسلاسل حديدية ليست رمادية .. بل سوداء ...على بطنه اثار دماء ... وبالقرب منه حدأة كبيرة ... تلك التي تأتي كل يوم لتأكل كبده ... الذي ينبت من جديد... وفي الافق المظلم المشوب بحمرة شيطانية... طيف ... شبح زيوس الظالم ... بنظرة منتصرة ساخرة... ملون بلون ازرق و لكن الحق ان زيوس لم ينتصر ..

. ففي اسفل اللوحة نرى قناديل العالم قد اضيئت من الشعلة الاوليمبية ..............


__________________________________


فكرة البوست هي محاولة رسم لوحة مقروءة ... الفكرة مأخوذة من منتدى بلاطي ... بس اللوحة انا اللي راسماها ...بالمناسبة ... زيوس دة من ملوك الاغريق ... او هم بيسموه اله حرم الناس من النور والنار ... وعاقب بروميثيوس العقاب دة عشان سرق شعله نار من قلعة الاوليمب ووداها للناس عشان ينوروا الدنيا تاني .........
ملحوظة اخري ... كلامي مش وصف للصورة اللي فوق ... الصورة اللي فوق هي اقرب ما يكون لخيالي من الصور اللي لقيتها ....

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

في حارة الدرب الأصفر ...


هل حدث أن ذهبت مع الأصدقاء الى مكان تعده محبب اليك من قبل ان تراه او تعرف عنه شيئا غير عنوانه ؟؟؟

لقد حدث لي ...
انه جمال العالم حين تجتمع روعة الزمان مع روعة الصحبة .. يتعانقان ثم يستدعيان روعة المكان لتحضر مثل هذا الاجتماع التاريخي للروائع ...

ثم يتقرر بعد هذا الاجتماع المفتوح ... والغير سريّ اطلاقا اضافة صور اخرى الى شريط الذكريات ... الذي لا يلبث ان يأتي ويمر امام نظارتي الطبية اجمالا ثم تفصيلا اذا تعرضت الى نسمة خفيفة و منعشة من هواء حي الدراسة من فوق تبّة حديقتها الشامخة ...
الزمان ... 29-1-2009 .. بعد أسوأ امتحان يمكن ان تمر به سبقه ضغط عصبي حاد وتلاه توقعات شبه مؤكدة لنتائج مبشرة للغاية :( :( .. بس سيبك ... ساعة الفسحة ما تتعوضش :) :)

الصحبة ... ميم تكعيب + ش

المكان ... بيت السحيمي في حارة الدرب الأصفر داخل حي الجمالية.. بعد ان تجتاز خان الخليلي وتلتقي في الطريق بألم مبرح في العضلات اثر صعود المنحدر ... فيعانقك عناقا حارا ويرافقك حتى يطمئن انك وصلت الى احضان لحافك بالسلامة ... واذا كان كريما سيبقى في ضيافتك عدة ايام

و اليكم جزء من الصور التي أضيفت الى درج المكتب ... مش الدرج اللي في الاوضة بتاعتي ... لأ ... دة درج تاني خبيته جوا تلافيف تلافيف التلافيف المخية بتاعتي ... حتى يتعذر ... بل يستحيل ضياعه مع التجديد والاحلال المستمر للخلايا العصبية داخل هذا الرأس الصغير ...

شارع الدرب الاصفر ...




احدى شرفات المنزل من الخارج ... و من الداخل ...

***********************

الحديقة الأمامية في مدخل المنزل .. موجودة في القسم الشمالي ...










تحتوي الحديقة الامامية على دكّة خشبية مزينة يطلق عليها " التختبوش" ... للأسف مصورتهاش ...
بس هي حاجة عاملة زي الكنبة الخشب .. بس كتير جنب بعض على شكل مربّع ناقص ضلع ...
وتتوسطها أريكة فخمة لشخص واحد ... شبه أريكة الكابيرة في فيلم كتكوت ... :)
الأريكة دي مخصصة لكبير العيلة ... او ضيف الشرف ...

الحديقة الخلفية ... وكانت أكثر اتساعا و تحتوي ساقية وطاحونة و بئر ماء ...
************************

البئر هو الحتة اللي لونها ابيض وعالية شوية على يمين الصورة الاولانية ... على فكرة البيت فيه اكتر من بير ... حوالي 2 او 3
والحديقتين دول كل واحدة اسمها "صحن الدار "
وهذه ساقية ...


وهذه طاحونة .. يبدو ان الطاحونة لم تمتد اليها ايدي الترميم التي زينت هذا القصر ...

فسقية - حاجة كدة زي نافورة يعني - وتتدلى من فوقها ثريا ... مكانتش منورة لأننا كنا هناك بالنهار و الوزارة بتوفر كهربا ... بس كان شكلها حلو اوي .. :)











الصورة دي مش بالكاميرا بتاعتي ... نظرا لتوفير الكهربا ... :)
الفسقية دي في الدور الأرضي ... و الدور دة في البيوت العربيه القديمة كانوا بيسموه "السلاملك " مكان الرجال واستقبال الضيوف .... و بتبقى مقسومة لايوانين قصاد بعض .. بينهم حتة منخفضة اللي هي فيها الفسقية ... وبيسموها "درقاعة"
غرفة جلوس ... فيها قعدة عربي على كيفك ... تعجب الملك ... وهذه الغرفة في الطابق الثاني ...
***********************


و دة بقى اللي اسمه "حرملك" يعني الدور الخاص بالنساء ... عادة بيكون الدور التاني زي ما قلنا ..
وفكرة السلاملك والحرملك دي كانت جزء أساسي في عمارة العصر العثماني ... لأن البيت اتبنى في الوقت دة ...
هذا ال view من شرفة في الطابق الثاني .. تطل على الحديقة وعلى مشربية مواجهة في البيت الكبير المترامي الاشلاء .. اوالاطراف والحدود يعني ....
الحيطان بتاعة الشرفة دي كان منقوش عليها اشعار من نهج البردة بخط جميل اوي... :)










ودي حبة صور للمكان قبل وبعد الترميم ... المكان دة اتعمل فيه شغل جامد أوي ... :)
**************













************













و حكاية البيت دة بقى ... انه كان مقسوم جزئين .... القسم الجنوبي .. وبناه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي تقريبا في منتصف القرن السابع عشر ... وبعده بقرن جه الحاج اسماعيل اشترى القسم الجنوبي و أنشأ قسم الشمالي .. وخلاهم بيت واحد ....
طيب اسم السحيمي دة جه منين ؟؟؟
دة كان اسم أخر واحد عاش فيه هو وعيلته .. الشيخ امين السحيمي ... كان شيخ في الأزهر ... وتوفى سنة 1928 ...
الغريب ان البيت الطويل العريض دة ما كانش فيه ولا سرير !!! رغم انهم كانوا اخترعوا السرايرمن قبل الوقت دة
بس اهل البيت كانوا بيناموا على مراتب قطيفة على الأرض ...
يالللا .. كفاية عليكو صداع كدة ... و اتمنى اشوف حد منكو هناك بعد ما شاف الصور دي ... :)

الأحد، 1 فبراير 2009

WELCOME TO MY LEGEND.....MY LIFE: و انت معه

الأحد، 18 يناير 2009

عم فؤاد... *



لست ادري هل يحبه الكثير ... ام انا من جمهور صغير
هناك من سينكر على هذا ... واعلم ايضا ان هناك من سيقول (ملقيتيش غير عامل المشرحة ...ما تشوفيلك حانوتي احسن )
هذا الرجل الصغير حجما ... الكبير سنّا وقدرا ...
هذا العم الذي لم تلده جدتي ... ولم ينجبه جدي .... انما هو عم افتراضي اخترته لنفسي
فأنا احب الاختيار
حين اتذكر هذا الرجل ... اتذكر الكثير ..
اتذكر هذه البسمة الرائعه ...التي تستمد روعتها من رضاها بما قسم الله
هذا الصوت المتهدج الرخيم ...حين اسمعه ينادي صباحا حين يرى دادا فاطمة الطيبة ...( اييييييه ...قاعدة لوحدك ليه يا فاطمة ... صباحك زي اللبن)
واذكر اجمل دعوات تخرج من هذا الفم الذي شققت شفتيه سنوات عمره
دائما يدعو لي ... ويضحك ضحكة ساحرة حينما يراني
اتنذكر هذه العين الحنونه ...التي اخذت على نفسها ميثاقا ان ترى كل شيء جميلا ...
فالله جميل ... وخلق الاشياء الجميلة ... ويأتي الينا بكل شيء جميل ...هكذا كان يردد هذا العم
اذكر مرة انه رآني يوما ... وقال : ازيك يا دكتورة ... عاملة ايه يابنتي ..خير ليه مش بنشوفك
وعندما اخبرته انها المذاكرة وسنينها ..
دعا لي كثيرا ..كثيرا
كان بيدي قطعة رولز ... اردت ان اعطيها له ...لم يقبلها ...
ولكن ماذا قال ...
قال : دة انتي بنتي .... انا اللي اجيبلك مش اخد الحاجة الحلوة بتاعتك
هذا الرجل الذي قد يهمله الكثير ... بل لا يروه بأعينهم اصلا ...
هذا العم الذي لم اخذت منه اجمل دعوات ... واطيب ابتسامة ...و رضا وتفاؤل بالحياة بكل ما فيها ... من هموووووووم كثيييرة ..وافراح
هذا الرجل العفيف الذي لم اره ابدا يسأل الناس الحافا
بل اني لم اره يسأل الناس من قبل
هذا الرجل ... هو عم فؤاد
لست ادري لم يخطر ببالي هذا السؤال الان ...
ماذا لو غاب هذا الرجل عنا ...
هل سيشعر به احد ؟؟...ام هل سيفتقد بسمته الجميلة ... الطيبة ...احد منا؟؟


******************************************

* عم فؤاد ... دة عامل المشرحة في الكلية بتاعتي ...( بصفتي ميديكال ستيودينت ) ... بغض النظر عن شغله ايه .. انا بتكلم عن الانساني

السبت، 3 يناير 2009

الحكيم رافيكي ...


مين الحكيم رافيكي ...
منعا للاطالة ... هو اللي في الصورة اللي فوق ... طبعا عرفتوه
تيمون و بومبا في يوم كانوا ماشيين سوا... أكيد عارفين تيمون وبومبا ...
بيدوروا على حاجة ... لسة مش عارفين هي ايه ... قعدوا يمشوا كتير ... ويدوّروا .. يدّوروا ... يدوّروا ...
لغاااااية لما لقوا قرد عجوز ... او هو اللي لقاهم ...
لما سألهم بيدوروا على ايه ... كل واحد منهم قال ييجي مليون حاجة ...طيب انهي اللي عايزين تلاقوه الاول ... مش عارفين
.... القرد العجوز سألهم حبة أسئلة .. وفي الآخر استنتج انهم بيدوروا على أكتر حاجة ... حقيقية و حلوة ... في نفس الوقت
قاللهم ...
لو عايز توصل للحاجة دي ... بص ورا اللي قدّامك ....*
تيمون و بومبا مفهموش حاجة ... بس وهم ماشيين ... كل خطوة كانت بتفسّرلهم حكمة رافيكي ...
*************************************

*ملحوظة ... الجملة دي من أحلى الحاجات اللي اتعلمتها نتيجة البحث والتنقيب الدؤوبين في أفلام الكرتون .... :)

الخميس، 1 يناير 2009

عندما تضيق الجدران ..هسيبها و أمشي..



كنت أقرأ منذ قليل ... حين دخلت أختي الغرفة ...


كان دمي محروق ... كنت متغاظة أوي ... الكمبيوتر كان فيه مشكلة غلبت أصلّحها ومفيش فايدة ... طلعلي رسالة مكتوب عليها ...
please wait ...searching for previous version of microsoft windows...
أكتر حاجة بكرهها في حياتي .... please wait
مبحبش استنى ...
ورا شبّاك أوضتي في برد وضلمة .. الحيطان عمّالة بتقرب منّي ... شكلي هيجيلي ضيق تنفّس ..
بدأت أبقى عصبية .. مروة ... خليكي شاطرة .. احنا اتفقنا نتعلم الهدوء ...
حاولت أخفف على نفسي حبة ... عندي كتاب دمه خفيف اشتريته قريب ... غالبا كل الفصول لذيذة ...
قلت أفتح وأنا وحظي ...
فتحت على فصل اسمه سقط سهوا ... كان جميل ... بس بيوجع ... أوي .. او بكلمات أخرى ..يحرق الدم ...
(احم ... انا أميل للطابع الرومانتيكي خفيف الظل ... غير المبالغ فيه ... عشان بتخنق بسرعة ...
وبالتالي ... اتخنق-... ما علينا )
من أول السطر ؛ ...
" تدير رأسها بمرارة ...بسبب شيء قاله .. أو لم يقله ... فتفوتها تلك الن... "
تاك تاك تاك
متتخضوش ... انه الباب ...
"أدخل"
مرة أخرى ولكن بوحشية أكثر ... طاااق طاااق طاااق
الّلهم طولك يا روح ... قلت ضاغطة على الحروف أكثر هذه المرة ...
" أدددددددخخخخخللللللل"
أصوات صرير الباب .. قرقعة أرجل الكومودينو من خلفه ... جلبة من الخارج الى الداخل ......
أووووووووف ... كل شيء مستفز هذه الليلة ... اتفقنا نبقى أهدى ... اههههدي
تدخل تغريد ... متحمسة ... كالعادة -بسبب أو بدون سبب - دوشة .. كالعادة .... تندفع في الكلام بحروف متلاحقة ... كالعادة برضه ...
لم أدر سبب ال
astonished look
على وجهها ... لم أكن أفعل شيئا غريبا .. واستكمالا للعاصفة التي احدثتها من أول دخولها الى الغرفة ..
شهقت وقالت ... ايه دااااااااااااا ....هو اتصلّح ولا لسة ؟؟؟
لم أكن أعرف ما هو وجه ال"ايه داااااااا" وما علاقتها بالسؤال بعدها ؟ .....
شعرت برغبة ملحة في دق عنقها ( أنا مش شريرة أوي كدة ... بس الكمبيوتر كان تعبان .. دة كل حاجة ..)
"حاولت اكون اكثر هدوءا ...
"لا لسة يا تغريد ... ادعي ربنا يسهّل ... "
انظر الى الشاشة ... نفس الصفحة الزرقاء الكئيبة ... نفس العبارة الغبية ...
plese wait ... searching for previous version of microsoft windows
انظر الى النافذة ... البرد والظلام ... الجدران تقترب أكثر .. أختنق أكثر ...
أهرب الى صفحات الكتاب ...
" تدير وجهها بمرارة بسبب شيء قاله أم لم يقله ... فتفوتها تلك النظرة في عينيه ...
أشعر بالتعاطف معها ....
وعندما تعيد اليه وجهها مرة أخرى ... تلمح ..."
ششششششششششششششششششششت .... بوووووووم ...
برضه ما تتخضوش ... دة كيس دوريتوس بسلامتها طلعته من الشنطة ... وكانت بتفتحه ...
احم ... من غير ما تزعج حد طبعا ...
ما علينا ... مروة ... اتفقنا نحافظ على هدوءنا لما نتنرررفززز ... بهدوء مصتنع أقول :
" بس دوشة يا تغريد ... خليني أركز ..."
بلماضة مبالغ فيها تقول : " ايه يا مروة ... مش بفتح كيس الشيبسي !!!"
نظرت اليها شذرا ... قالت "خلاص خلاص ..."
ثم افتتحت وصلة أخرى من الرغي ... لست أدري ماذا قلت وماذا قالت ... سكتت والحمد لله
نظرت الي الكمبيوتر مرة أخرى .. نفس الصفحة .. بظلّها الثقيل
........... plese wait
النافذة ... البرد والظلام ما زالا هناك ... الجدران تقترب أكثر .. التنفس يضيق أكثر فأكثر ...
ألوذ بصفحات الكتاب ...
" تدير وجهها بمرارة ... تعيد وجهها اليه مرة أخرى ... تلمح أطراف نظرته وتكون اللحظة قد مرّت
فتزداد مرارتها ...
اه يا مرارتي اللي اتفقعت ... هي كانت ناقصة الكلمتين دول كمان ؟؟
كنا بنقول ايه ...
"فتزداد مرارتها ... لا تلاحظ اليوم اقتر ....
كراتش .. كراتش ... كراتش ....
لا هدوء ... قررت أنه تبا لهذا الهدوء اللعين الذي أحاول أن أحتفظ به ...
"انتي يا بنتي ... مش قلت عايزة أرّكز ... " قلتها بلا هدوء هذه المرة
وجاء الرد ... كالعادة ... " يعني ابلع الشيبسي من غير ما أمضغه ؟؟ !!" نظرة تعجب واستنكار ...
" هو لازم فوق وداني ... اطلعي كليه برا .."
تنم عن ابتسامة خبيثة ... تعرف جيدا أنني فاشلة في مادة التحكم في الاعصاب ... أوووووووووف
" قومي من هنا ..."
طلعت تاكله برا بالفعل ... بس مش برا الباب ... برا الشباك ...
فتحت الشباك أكثر ... فيحدث قرقعة ... تستفزني اكثر قال يعني كدة مش هسمع دوشة
تزداد بقعة البرد والظلام في الجدار اكثر ... يااارب
الصوت يصل أعلى و أعلى ... قراطش قراطش قراطش ...
ااااه ... الرسالة اللزجة على الصفحة الزرقاء ... بقعة البرد والظلام ... ازداد حجمها ...أكثر ... الجدران تكاد تلتصق ... اتخنقت خلااااااص
انظر الى الكتاب ... هممممممممم ....
" تدير وجهها ........ ؛ لا تلاحظ اليوم اقترابه منها أكثر ... وتركز على اليوم الماضي ... أو اليوم التالي ... الاسبوع التالي ... العمر التالي .."
والله !! ... دة ان وجد أصلا ... تبا ... انا كدة هموت ...
أغلقت الكتاب ... فانقلبت هذه الصفحة الكئيبة والمثيرة للشفقة حقا ... أغلقت الكمبيوتر... انطفأت هذة الاخرى ... ربما أستطيع الحياة بدونه لبعض الوقت ... أغلقت النافذة الشريرة .. لم أعد أشعر بالبرد ولا أرى الظلام ... تغريد نامت ... لم أعد أشعر بالصداع ...
لملمت أغراضي ... أطفأت انوار الغرفة وخرجت منها ...
الجدران في الخارج أبعد ... الهواء يكمل المسافة لآخرها في رئتيّ ثم يخرج بسلام
الحمد لله ... انا كدة أحسن ... تخلصت من كل شيء ... ومن ضيق الجدران أيضا
فليذهب كل من البرد والظلام والكآبة والصداع الى الجحيم ...
وهذه الزرقاء ... والرسالة
please wait
أيضا الى الجحيم ....
الآن فقط أستطيع أن أكون أكثر هدوءا ... كما أردت ...
********************************
الاقتباسات باللون البنفسجي من كتاب " أرز باللبن لشخصين " تأليف رحاب بسام
:)