الأحد، 18 يناير 2009

عم فؤاد... *



لست ادري هل يحبه الكثير ... ام انا من جمهور صغير
هناك من سينكر على هذا ... واعلم ايضا ان هناك من سيقول (ملقيتيش غير عامل المشرحة ...ما تشوفيلك حانوتي احسن )
هذا الرجل الصغير حجما ... الكبير سنّا وقدرا ...
هذا العم الذي لم تلده جدتي ... ولم ينجبه جدي .... انما هو عم افتراضي اخترته لنفسي
فأنا احب الاختيار
حين اتذكر هذا الرجل ... اتذكر الكثير ..
اتذكر هذه البسمة الرائعه ...التي تستمد روعتها من رضاها بما قسم الله
هذا الصوت المتهدج الرخيم ...حين اسمعه ينادي صباحا حين يرى دادا فاطمة الطيبة ...( اييييييه ...قاعدة لوحدك ليه يا فاطمة ... صباحك زي اللبن)
واذكر اجمل دعوات تخرج من هذا الفم الذي شققت شفتيه سنوات عمره
دائما يدعو لي ... ويضحك ضحكة ساحرة حينما يراني
اتنذكر هذه العين الحنونه ...التي اخذت على نفسها ميثاقا ان ترى كل شيء جميلا ...
فالله جميل ... وخلق الاشياء الجميلة ... ويأتي الينا بكل شيء جميل ...هكذا كان يردد هذا العم
اذكر مرة انه رآني يوما ... وقال : ازيك يا دكتورة ... عاملة ايه يابنتي ..خير ليه مش بنشوفك
وعندما اخبرته انها المذاكرة وسنينها ..
دعا لي كثيرا ..كثيرا
كان بيدي قطعة رولز ... اردت ان اعطيها له ...لم يقبلها ...
ولكن ماذا قال ...
قال : دة انتي بنتي .... انا اللي اجيبلك مش اخد الحاجة الحلوة بتاعتك
هذا الرجل الذي قد يهمله الكثير ... بل لا يروه بأعينهم اصلا ...
هذا العم الذي لم اخذت منه اجمل دعوات ... واطيب ابتسامة ...و رضا وتفاؤل بالحياة بكل ما فيها ... من هموووووووم كثيييرة ..وافراح
هذا الرجل العفيف الذي لم اره ابدا يسأل الناس الحافا
بل اني لم اره يسأل الناس من قبل
هذا الرجل ... هو عم فؤاد
لست ادري لم يخطر ببالي هذا السؤال الان ...
ماذا لو غاب هذا الرجل عنا ...
هل سيشعر به احد ؟؟...ام هل سيفتقد بسمته الجميلة ... الطيبة ...احد منا؟؟


******************************************

* عم فؤاد ... دة عامل المشرحة في الكلية بتاعتي ...( بصفتي ميديكال ستيودينت ) ... بغض النظر عن شغله ايه .. انا بتكلم عن الانساني

السبت، 3 يناير 2009

الحكيم رافيكي ...


مين الحكيم رافيكي ...
منعا للاطالة ... هو اللي في الصورة اللي فوق ... طبعا عرفتوه
تيمون و بومبا في يوم كانوا ماشيين سوا... أكيد عارفين تيمون وبومبا ...
بيدوروا على حاجة ... لسة مش عارفين هي ايه ... قعدوا يمشوا كتير ... ويدوّروا .. يدّوروا ... يدوّروا ...
لغاااااية لما لقوا قرد عجوز ... او هو اللي لقاهم ...
لما سألهم بيدوروا على ايه ... كل واحد منهم قال ييجي مليون حاجة ...طيب انهي اللي عايزين تلاقوه الاول ... مش عارفين
.... القرد العجوز سألهم حبة أسئلة .. وفي الآخر استنتج انهم بيدوروا على أكتر حاجة ... حقيقية و حلوة ... في نفس الوقت
قاللهم ...
لو عايز توصل للحاجة دي ... بص ورا اللي قدّامك ....*
تيمون و بومبا مفهموش حاجة ... بس وهم ماشيين ... كل خطوة كانت بتفسّرلهم حكمة رافيكي ...
*************************************

*ملحوظة ... الجملة دي من أحلى الحاجات اللي اتعلمتها نتيجة البحث والتنقيب الدؤوبين في أفلام الكرتون .... :)

الخميس، 1 يناير 2009

عندما تضيق الجدران ..هسيبها و أمشي..



كنت أقرأ منذ قليل ... حين دخلت أختي الغرفة ...


كان دمي محروق ... كنت متغاظة أوي ... الكمبيوتر كان فيه مشكلة غلبت أصلّحها ومفيش فايدة ... طلعلي رسالة مكتوب عليها ...
please wait ...searching for previous version of microsoft windows...
أكتر حاجة بكرهها في حياتي .... please wait
مبحبش استنى ...
ورا شبّاك أوضتي في برد وضلمة .. الحيطان عمّالة بتقرب منّي ... شكلي هيجيلي ضيق تنفّس ..
بدأت أبقى عصبية .. مروة ... خليكي شاطرة .. احنا اتفقنا نتعلم الهدوء ...
حاولت أخفف على نفسي حبة ... عندي كتاب دمه خفيف اشتريته قريب ... غالبا كل الفصول لذيذة ...
قلت أفتح وأنا وحظي ...
فتحت على فصل اسمه سقط سهوا ... كان جميل ... بس بيوجع ... أوي .. او بكلمات أخرى ..يحرق الدم ...
(احم ... انا أميل للطابع الرومانتيكي خفيف الظل ... غير المبالغ فيه ... عشان بتخنق بسرعة ...
وبالتالي ... اتخنق-... ما علينا )
من أول السطر ؛ ...
" تدير رأسها بمرارة ...بسبب شيء قاله .. أو لم يقله ... فتفوتها تلك الن... "
تاك تاك تاك
متتخضوش ... انه الباب ...
"أدخل"
مرة أخرى ولكن بوحشية أكثر ... طاااق طاااق طاااق
الّلهم طولك يا روح ... قلت ضاغطة على الحروف أكثر هذه المرة ...
" أدددددددخخخخخللللللل"
أصوات صرير الباب .. قرقعة أرجل الكومودينو من خلفه ... جلبة من الخارج الى الداخل ......
أووووووووف ... كل شيء مستفز هذه الليلة ... اتفقنا نبقى أهدى ... اههههدي
تدخل تغريد ... متحمسة ... كالعادة -بسبب أو بدون سبب - دوشة .. كالعادة .... تندفع في الكلام بحروف متلاحقة ... كالعادة برضه ...
لم أدر سبب ال
astonished look
على وجهها ... لم أكن أفعل شيئا غريبا .. واستكمالا للعاصفة التي احدثتها من أول دخولها الى الغرفة ..
شهقت وقالت ... ايه دااااااااااااا ....هو اتصلّح ولا لسة ؟؟؟
لم أكن أعرف ما هو وجه ال"ايه داااااااا" وما علاقتها بالسؤال بعدها ؟ .....
شعرت برغبة ملحة في دق عنقها ( أنا مش شريرة أوي كدة ... بس الكمبيوتر كان تعبان .. دة كل حاجة ..)
"حاولت اكون اكثر هدوءا ...
"لا لسة يا تغريد ... ادعي ربنا يسهّل ... "
انظر الى الشاشة ... نفس الصفحة الزرقاء الكئيبة ... نفس العبارة الغبية ...
plese wait ... searching for previous version of microsoft windows
انظر الى النافذة ... البرد والظلام ... الجدران تقترب أكثر .. أختنق أكثر ...
أهرب الى صفحات الكتاب ...
" تدير وجهها بمرارة بسبب شيء قاله أم لم يقله ... فتفوتها تلك النظرة في عينيه ...
أشعر بالتعاطف معها ....
وعندما تعيد اليه وجهها مرة أخرى ... تلمح ..."
ششششششششششششششششششششت .... بوووووووم ...
برضه ما تتخضوش ... دة كيس دوريتوس بسلامتها طلعته من الشنطة ... وكانت بتفتحه ...
احم ... من غير ما تزعج حد طبعا ...
ما علينا ... مروة ... اتفقنا نحافظ على هدوءنا لما نتنرررفززز ... بهدوء مصتنع أقول :
" بس دوشة يا تغريد ... خليني أركز ..."
بلماضة مبالغ فيها تقول : " ايه يا مروة ... مش بفتح كيس الشيبسي !!!"
نظرت اليها شذرا ... قالت "خلاص خلاص ..."
ثم افتتحت وصلة أخرى من الرغي ... لست أدري ماذا قلت وماذا قالت ... سكتت والحمد لله
نظرت الي الكمبيوتر مرة أخرى .. نفس الصفحة .. بظلّها الثقيل
........... plese wait
النافذة ... البرد والظلام ما زالا هناك ... الجدران تقترب أكثر .. التنفس يضيق أكثر فأكثر ...
ألوذ بصفحات الكتاب ...
" تدير وجهها بمرارة ... تعيد وجهها اليه مرة أخرى ... تلمح أطراف نظرته وتكون اللحظة قد مرّت
فتزداد مرارتها ...
اه يا مرارتي اللي اتفقعت ... هي كانت ناقصة الكلمتين دول كمان ؟؟
كنا بنقول ايه ...
"فتزداد مرارتها ... لا تلاحظ اليوم اقتر ....
كراتش .. كراتش ... كراتش ....
لا هدوء ... قررت أنه تبا لهذا الهدوء اللعين الذي أحاول أن أحتفظ به ...
"انتي يا بنتي ... مش قلت عايزة أرّكز ... " قلتها بلا هدوء هذه المرة
وجاء الرد ... كالعادة ... " يعني ابلع الشيبسي من غير ما أمضغه ؟؟ !!" نظرة تعجب واستنكار ...
" هو لازم فوق وداني ... اطلعي كليه برا .."
تنم عن ابتسامة خبيثة ... تعرف جيدا أنني فاشلة في مادة التحكم في الاعصاب ... أوووووووووف
" قومي من هنا ..."
طلعت تاكله برا بالفعل ... بس مش برا الباب ... برا الشباك ...
فتحت الشباك أكثر ... فيحدث قرقعة ... تستفزني اكثر قال يعني كدة مش هسمع دوشة
تزداد بقعة البرد والظلام في الجدار اكثر ... يااارب
الصوت يصل أعلى و أعلى ... قراطش قراطش قراطش ...
ااااه ... الرسالة اللزجة على الصفحة الزرقاء ... بقعة البرد والظلام ... ازداد حجمها ...أكثر ... الجدران تكاد تلتصق ... اتخنقت خلااااااص
انظر الى الكتاب ... هممممممممم ....
" تدير وجهها ........ ؛ لا تلاحظ اليوم اقترابه منها أكثر ... وتركز على اليوم الماضي ... أو اليوم التالي ... الاسبوع التالي ... العمر التالي .."
والله !! ... دة ان وجد أصلا ... تبا ... انا كدة هموت ...
أغلقت الكتاب ... فانقلبت هذه الصفحة الكئيبة والمثيرة للشفقة حقا ... أغلقت الكمبيوتر... انطفأت هذة الاخرى ... ربما أستطيع الحياة بدونه لبعض الوقت ... أغلقت النافذة الشريرة .. لم أعد أشعر بالبرد ولا أرى الظلام ... تغريد نامت ... لم أعد أشعر بالصداع ...
لملمت أغراضي ... أطفأت انوار الغرفة وخرجت منها ...
الجدران في الخارج أبعد ... الهواء يكمل المسافة لآخرها في رئتيّ ثم يخرج بسلام
الحمد لله ... انا كدة أحسن ... تخلصت من كل شيء ... ومن ضيق الجدران أيضا
فليذهب كل من البرد والظلام والكآبة والصداع الى الجحيم ...
وهذه الزرقاء ... والرسالة
please wait
أيضا الى الجحيم ....
الآن فقط أستطيع أن أكون أكثر هدوءا ... كما أردت ...
********************************
الاقتباسات باللون البنفسجي من كتاب " أرز باللبن لشخصين " تأليف رحاب بسام
:)