الجمعة، 16 أبريل 2010

في انتظار جودو ... !!!

جودو ... ذلك الوهم الذي صنعناه نحن ....

الأمل الذي لن يجيء أبدا ... لكن هناك من هو على يقين أنه موجود ... و يصرّ على انتظاره ...

جودو ... ظل ساخر للحقيقة ... نسجنا له امجاد خيالية .. و أحطناه بهالات برّاقة ... و روينا عنه أساطير البطوله ..

جودو ... الذي كرّمنا سيرته ... من دون أن نرى كراماته ...

جودو .. هو كل أمل خادع .. خدعنا هو ... أو قررنا نحن أن نخدع أنفسنا به كثيرا ...

جودو ... ذلك الذي كان طيفا ... ثم صار سرابا ... لم تكن صلته بالحقيقة أكثر من ومضة سريعة ... و ظل خاطف ... رآه من رآه ...

ثم زوى ...


فليذهب جودو الى الجحيم بدلا من أن يأتي الينا .. و سحقا لكل من أصرّ على انتظاره ...
لن يأتي أبدا ... و ان أتى ... فسوف يحطّم ما علّق من آمال على مجيئه المزعوم ... و أيّ حسرة تلك ... !!!

بسببه تأخّرنا كثيرا ... و أضعنا الكثير ....

لمن ينتظر جودو ... لن يأتي أبدا . ... اذا أردت حلما ... فانتزعه من العالم بنفسك ... اذا جاء جودو ... صدقني ... لن يمنح لك هذا الحلم أبدا ..أبدا

__________________________________________

تنويه .. " في انتظار جودو " ... رواية من تأليف صمويل بيكيت ... كاتب ايرلندي ... بيحكي عن اهل قرية ... سمعوا عن بطل اسمه جودو.. كانت كل ما تقف قدامهم مشكلة ... كانوا يقولوا لما ييجي جودو يحلها ... هو الوحيد اللي يقدر ... و هم ماشافوش جودو قبل كدة ... و جودو ماجاش ....


فمن هو جودو هذا ؟ أهو المنقذ، أم الشافي أم من يجعل الحلم حقيقة؟ من هو؟ أهو الأمل، الفرح ... الحب ، السعادة؟ أهو الموت، الفراغ، اللاجدوى؟ ... ام هو اليد السحرية القادرة على فعل كل شيء من هو هذا القادم الذي يقضي أبطال بيكيت حياتهم في انتظاره دون جدوى، وسط يأس كامل، وطبيعة جرداء


بس في الاخر ... جودو ماجاش ... !!!!