الثلاثاء، 9 مارس 2010

من نظرة في عينيه .. !!



تبدأ الرحلة الصباحية ... كعادة كل الايام ....

متأخرة كالعادة ... متعجلة - كالعادة - ... اركب الميكروباص ... اجلس بجوار النافذة ... ارقب الدنيا التي تركض بالخارج ... كالعادة أيضا .

كان يجلس الصغير امامي ... في حجر امه ... التي بدت ايضا صغيرة .... لفتني اليه بنغنغاته و اشاراته البريئة يمينا و يسار ..

ما أجمل عينيه ...

من نظرة في عينيه رأيت ما كان ... و ما لم يكن ... و ما سيكون ...

رأيت في عينيه حلمي .. الذي لم أحلمه ... و حلما مات قبل ان يكتمل ... و حلما اخر ... ما زلت اسعى اليه ... و رأيت منتهاه في نظرة
بنظرة في عينيه رأيت أطفالي الذي لم أرهم بعد ... كم هم رائعون !! ...

بنظرة في عينيه ... رأيت أيديهم لونا اخضر ... ذهبت به الى الصحراء ... فلم تعد صحراء

بنظرة في عينيه ... رأيت عقلا و عدلا ... و أقلاما ... و أعلاما ... و خطوات ... و اراض جديدة

و بنظرة في عينيه رأيت سلاما .. و عرفت كلاما لم يقال ... رأيت سماءا ... و نجوما كثيرة .. رائعة.. رأيت كل شيء

من نظرة في عي...

بييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييب .... كراشششششششش ...

قرر شرطي المرور فجأة ... ان يوقف الاتجاه ... ليسمح لاتجاه اخر ان يمر

لم يتعدّ الامر ارتجاجا ... عنيفا نوعا ما .. بفعل القصور الذاتي ...

واصلنا الطريق ...

لم تعد عينيه كما رأيت اولا فقد تغير اتجاه المرور .. !! ...رأيت فيها أطفالي جياع ... لا يوجد خبز .. طعام مسموم .. يسكنون بيوتا - ان صحّت الكلمة - من صفيح ... لن يسعدوا ببرد الشتاء ... و يمرحوا تحت الامطار مثلي ... لم تعد الامطار رفاهية ... بل واقع شرس ...

رأيت قطارا يحترق ... و هم يصرخون ..

رأيت اطفالي يفرون الى البحر ... فالبحر امامهم ... و العدوّ خلفهم ...

رأيت حملا ... و مخاضا ... و رضاعة ... و انماء ... ثم أشباحا تطفو على الماء ... تنتشلها قوارب الصيادين ... ثم لا شيء !!!


و أسأل كيف تصير النجوم تراب !!!! ....